مرحباً بك زائرنا

الاثنين، 6 أبريل 2015

اختيار القدوات لأولادنا


إن مقارنة أولادنا مع غيرهم يعتبر أمر غير صحي ، سواء المقارنة إيجابية أو سلبية،
أي سواء" قلتم لهم بشكل مباشر  انظر إلى فلان أفضل منك ، أو تعلم من فلان،  أو لم لا تكون مثل فلان!!
 أو إن كانت المقارنة إيجابية كأن تقولوا له أنت أفضل من فلان،  فلان يتمنى أن يكون مثلك ..
في  الحالتين نجعل منه شخص غير مستقل بذاته و مرتبط بالآخرين ، و هذا قد يسبب له عدة أمراض نفسية خفية كالحسد ،
فإن تقدم شخص ما عليه ،سنجده يحسده و يتمنى زوال نعمته ، و قد يعمل ضده كي يفشل ذاك الشخص و يعود هو للمقدمة .
لايعمل بكل طاقته و لا يقدم كل إمكانياته ، بل عندما يجد نفسه أنه ينجز أكثر من غيره فإن ذلك يدعوه للتراخي و التقاعس عن العمل بحجة اني احسن من غيري ،  و أني الأفضل ، و أني حققت ما أرغب به ، 

حيث ستكون رغبته الحقيقية ليست الإنجاز و النجاح بحد ذاته بقدر التفوق على الاخرين ، كل ذلك سيجعل منه شخصاً تابعاً سواءً بشكلٍ واضح أو خفي.

قد يقول قائل :إن المقارنة تجعلهم يعملون بجد و نشاط أكثر ، و هي وسيلتنا الفضلى كي يبقون
بحالة فعالية ، فما الحل إذا تركناها؟
الحل هو بالابتعاد عن المقارنة و إرشادهم إلى القدوات بدلاً عنها.

 فالنفس البشرية تميل بطبعها الى إتخاذ القدوات ... لا ترتبط فيهم لكن تتعلم منهم ،  
و تستفيد من تجاربهم ، إن وهنت او فترت تجد فيهم ما يحفزها . لا تطبق اعمالهم بحذافيرها لكنها تتعلم المبدأ العام منهم.
و اختيار القدوات ليس بالأمر السهل ، الكبار قد لا يحسنونه فما بالكم بالأطفال، و خاصة في هذه الأيام حيث طغى الإعلام و فكرة النجومية على العالم ، و اصبحت القدوات لأبنائنا هي شر القدوات من فنانين و مغنين و راقصين ..
لذلك لابد و أن نرشدهم لاختيار قدواتهم ، و هذا الإرشاد يكون من لحظة اختيار اسم لهم ، صحيح أن الأسماء على الإباحة غالباً الا ما انطبقت عليه شروط التحريم ، لكن لاختيار الاسم دلالة كبيرة على شخصية و توجه الأهل و حتماً ستؤثر على الابن لاحقاً ، فلكل مسمى من اسمه نصيب.
ذاك الذي يسمي مثل أسماء  الصحابة ، اقتداء" بهم ، و يخبر أبناءه أنه سماهم بهذه الاسماء كي يكونوا مثل الصحابة الأبطال ، و يروي لهم قصص هؤلاء الصحابة دوماً ، لابد و أن ذلك سيترك أثره في الطفل ، و سيجعلهم يحبونه لأن الانسان /و خاصة الصغار/ غالباً ما يتأثر بمن يحبه بشكل أكبر ...
القدوة قد تكون من العلماء او الأبطال أو العاملين في المجال التطوعي و الناجحين في أي مجال ذي فائدة ، دعونا نحكي لهم قصصهم دوماً و نعلق صورهم/ إن وجدت/ في غرف أبنائنا ، دعونا نلعب مع أولادنا أن يمثلوا دور هذه القدوة و يتقمصوا شخصيته ... كل ذلك ستجدون نتائجه عاجلاً أو آجلاً بإذن الله.
قد تكون القدوة هي الأم و الأب و خاصة في المراحل الأولى للطفولة ، حيث يعتبر الطفل أن والديه على صواب دوماً و يحب تقليدهم ....

إذاً المقارنة تكون بين القرناء و النظراء و الأطفال بين بعضهم البعض. و تكون ذات تأثير سلبي.
أما القدوة تكون غالباً لشخصية عامة أو شخص أكبر منه ، و تأثيرها يتراوح بين السلبي و الايجابي حسب القدوة.

إن استفدتم من المقال فأرجو مشاركته مع غيركم كي تعم الفائدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق